القوات البرية الملكية السعودية، حصن الوطن المنيع، ودرعه القوي، وقوته الرادعة، ونواة القوات العسكرية السعودية، فهي أول قوة عسكرية نظامية سعودية شهد ظهورها المسرح العسكري بالمنطقة، لذا تعد القوات البرية الملكية السعودية الأساس المتين الذي ارتفعت عليه صروح قواتنا العسكرية الوطنية، ومن بينها صرح القوات البرية الملكية السعودية، مفخرة الوطن، وثمرة عطاء ولاة أمره الأقوياء، بما يزخر به حاضرها من تطور وارتقاء في التنظيم والإدارة والتدريب والتسليح.
على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- تشكل أول تنظيم للقوات البرية الملكية السعودية، من جيش قليل العدد والعدة قوامه ستون رجلاً، يعادل فصيل مشاة اليوم، تطور لاحقاً فشُكلت منه فرق محاربين تألفت من جيش الجهاد (رجال الحاضرة )، وجيش الإخوان (رجال البادية)، شكلا معاً أول بداية لتكوين ما أطلق عليه حينها الجيش العربي السعودي، ثم في عام ( 1348هـ/1929م) رأى جلالة المؤسس وجوب مجاراة الجيوش الحديثة تنظيماً وتسليحاً، فأمر بتشكيل أول نواة لوحدات الجيش السعودي النظامي من ثلاثة قطاعات سميت أفواج المشاة والمدفعية والرشاشات. وفي عام (1396هـ) صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - رحمه الله -بإقرار أول تنظيم يعدل اسم (الجيش العربي السعودي) إلى (القوات البرية الملكية السعودية)، وأصبحت تمتلك أحدث الأسلحة والآليات العسكرية المتطورة، من دبابات، وعربات مدرعة، وراجمات، وناقلات للأفراد، وطيران عامودي، وآليات ومدرعات مساندة، تلائم طبيعة المملكة الجغرافية وتضاريسها؛ وتعين أبناء القوات البرية على الاضطلاع بمهام حماية بلاد الحرمين الشريفين.
وعلى صعيد التدريب وبناء الفرد المقاتل، أخذت القوات البرية على عاتقها تدريب منسوبيها وتطوير قدراتهم؛ فأنشأت كلية الملك عبدالعزيز الحربية وعدداً من المعاهد والمدارس والمراكز كانت طريق رجال القوات البرية إلى امتلاك العلوم والخبرات العسكرية، على أحدث ما توصلت إليه أقوى جيوش العالم.